شعرك ممتاز/ عبد الحسن عبّاس

كتب لسنوات في جريدة صوت المغترب

صديقي الشاعر شربل بعيني..
الربيع جميل في أستراليا، ولكن ليس أجمل منه في لبنان، هكذا أوصاني شعرك أن أقول.
شعرك يمناز بدقة جامحة حساسة، طغت على معالم الكفر والحقد والكراهية، وسألتنا لنكون في مدارك الشعور والاحساس بالمسؤولية.
كلما كنت أقرأ لك قصيدة كان الخيال يشدني الى الثانية.
شعرك ممتاز.. رنان.. رقيق.. والأرق من ذلك معانيه القيّمة التي تعيدنا الى الوطن، وتشدنا إلى الحنين إليه.
سيدني 1987
**
إلى الشاعر شربل بعيني
ـ1ـ
ترى كيف؟
سأسألك وهل
تجيد الشعر يا شربل؟
سأفتح كل صفحاتي
أعيد الماضي للآتي
وأشعاري سأكتبها
وأملأ كل آهاتي
سبقتك يا أخي شربل
رأيت النار في وطني
لهيباً يأكل اليابس
فيا عجبي..
سردت قصّة الماضي
ولم أجد سواها يا وطني
ـ2ـ
عفواً يا أخي شربل
بسيط أنت يا شربل
ترى أمّك في وطني
ونرسم طلسم الدنيا
بصفحات ستملأها
وآهات ستزفرها
وتكتب من صدى الشعر
قصيدة.. أنت تنظمها
فهل تعلم؟
سئمت الشعر يا شربل
وتهت في المدى ثائر
تركت الصفحة بيضا
مخرت البحر كالطائر
بكت عيناي يا شربل
مصيبتي أنني شاعر
ـ3ـ
فقير أنت يا شربل
بآهات ستحملها
وترسم قصّة الوطن
بأشعار ستكتبها
أما مللت يا شربل؟
عفواً..
سأفتح صفحة الجدّ
قرأت الطلسم لهفا
ولم أترك سوى حرفٍ
وجدته عشبة العوسج
يكاد ينتهي صرفا
ترى هل هو وطني؟
صوت المغترب، العدد 932، 16/4/1987
**