شربل بعيني شاعر ثائر على التخلّف والطائفيّة/ اكرم برجس المغوّش

إعلامي سوري مهجري

قد يكون الشاعر، وبحق، صوت الأمة، ومنبر الكلمة الحرّة، وثورة المظلوم على الطغاة والمستبدين. كيف لا، عندما يكون الشاعر كالاستاذ شربل بعيني، الذي رفض الطائفيّة والطائفيين، وفضّل الانكفاء عن بلد ترعرع فيه وأحبه حتى الجنون، يوم رأى القاتل هو الحاكم، والجندي سلعة بأيدي زعماء تقليديين، نصبوا أنفسهم حكاماً لا يعرفون إلا الدمار، والذبح، والسحل، لشعب لا يستطيع أن يقول إلاّ نعم.
لكن ثورة الشاعر شربل بعيني بشعره الملتزم، بالعاميّة والفصحى، كان سبب تركه لبلده لبنان الذي أحب حتى الثمالة.
والاستاذ بعيني له العديد من الدواوين الشعرية، كان قد نشرها في لبنان وأستراليا، وهي:
ـ مراهقة، 1968 لبنان، 1983 سيدني.
ـ قصائد مبعثرة، 1970، لبنان.
ـ مجانين، 1976، 1986، سيدني.
ـ مشّي معي، 1982.
ـ رباعيات، 1983.
قصائد ريفية، 1983.
ـ من كل ذقن شعرة، 1984.
ـ من خزانة شربل بعيني، 1985.
ـ الغربة الطويلة، 1985.
ـ القراءة السهلة، مدرسي، 1985
سامي وهدى، مدرسي، 1985.
بالاضافة إلى هذه الدواوين، له عشرات القصائد المنشورة في بعض الصحف المهجرية، كما أنه قد نشر في لبنان، وقبل مجيئه لأستراليا، العديد من قصائده، في عدة صحف منها "النهار"، و "الأنوار"، و "البيرق"، و"الدبّور"، و"الأنباء"، وغيرها.
يقول الشاعر بعيني رداً على الطائفيين، والعنصريين:
عم تسألوني إنت شو دينك؟!
وما بتستحوا؟!
قلب ألله بتجرحوا..
الدين مش ملك البشر
الـ لعبوا بإسمو متل ما بيلعب قدر
الدين ملك أللـه
يعني التقي الـ عمرو ندر
وبالحب غازل مشلحو
بيوصل لأللـه
كيف ما صلّى.
نعم، الشعر الملتزم هو قضية بحد ذاته، هكذا يعبّر شربل بعيني بقصيدة حول الزعامة التقليدية، فيقول:
وين صرنا؟.. وليش بلعتنا الدروب
وغبارها محّى أسامينا
وكل عمرا الشمس ساعات الغروب
تتحمم بميّة سواقينا
.. وتشعّ ضحكتها، إذا منضحك، شعوب
وتغصّ بالدمعه لو بكينا
حْرام الدولاب يدور بالمقلوب
وختيارنا ينطر على المينا
كرمال عين الثعلب المغضوب
العامل ناطور الأرض والكرمات
وبالسرّ عم يسرق دوالينا
ومهما كتبنا نجد أننا بحاجة لنشر أكثر من ذلك، لأن شربل بعيني شاعر ملاحم، يقول في كتابه "مجانين" الذي أعاد طبعه حديثاً:
بؤمن بأللـه.. وعيب أكّد هالأيمان
بؤمن بعيسى وبالرسول كْمان
بؤمن بإنجيلي وبالقرآن
بؤمن بوحدة شعب
عاش برضى وبحبّ
ع أرض لبنان
وصدق الشاعر بعيني عندما سمّى ديوانه الحديث "مجانين" حين قال:
أنا ما بفهم يمين
أنا ما بفهم يسار
أنا بفهم إنّو النار
لازم توقف مهما صار
بحيث الـ عم بيموتوا هيك
ما انوجدوا بخاتم لبيّك
ولا بقنديل علاء الدين
هودي أهلي المحبين
هودي ربيوا جار دجار
قصائد كثيرة، جميلة رائعة، أنشدها الشاعر الطيّب شربل بعيني، من القلب إلى القلب، ليؤكد من خلالها انه عدو الطائفيّة والمتعصّبين، شاعر الغربة الطويلة، شاعر الثورة والالتزام، شاعر الوطنيّة الصادقة الفيّاضة بالتضحية، وشاعر الإيمان بوطن العدالة والمساواة، الذي ينشده كل حر آمن بوطن يتساوى فيه الأفراد بالحقوق والواجبات.
النهار، العدد 490، 23 أيار 1986
**